
بقرى عتيدة عبر الزمان “النزلة -تونس” وأثار سياحية لا يسلاها التاريخ
خاص – سواح – إبراهيم فضلون:
تُعتبر مصر من أهم وأجمل البلاد سياحيًا ولذلك وضعت على قائمة أفضل المدن بالنسبة للسائح. ولذلك تعرض “سواح. لكل السياح العرب” التي تتابع فيها أفضل الأماكن في العالم للتشجيع على السياحة الداخلية والخارجية..
محافظة الفيوم..
تمثل أكبر واحة طبيعية في مصر. تقع المحافظة في إقليم شمال الصعيد الذي يضم ثلاث محافظات هي الفيوم، بني سويف، المنيا. وتتوسط محافظات مصر الوسطى الجيزة، بني سويف، المنيا. تحيط الصحراء بالمحافظة من كل جانب فيما عدا جنوبها الشرقي الذي يتصل بمحافظة بني سويف. تشتهر الفيوم بوجود العديد من الأماكن الطبيعية أشهرها محمية بحيرة قارون، محمية وادي الريان، محمية وادي الحيتان المسجلة ضمن مواقع التراث العالمي، بجانب مناخها المعتدل وموقعها القريب من العاصمة المصرية القاهرة، كذلك تمتلك مجموعة متنوعة من الآثار الفرعونية والروماني والقبطية والإسلامية، مما أهلها لتكون إحدى قبلات الجذب السياحي المصرية.
قرية “تونس” واحة للجمال وقبلة للزوار
قرية تونس إحدى القرى التي قدر لها أن تتخلص من البطالة بفضل الله ثم بابنتها التي لم تولد فيها الفنانة السويسرية إيفلين بيوريه فالقرية التي تبعد حوالى 60 كيلو متر عن مدينة الفيوم وتتبع مركز يوسف الصديق حولتها الصدفة من قرية ريفية بسيطة شديدة الفقر آلة قبلة للجمال والفن والطبيعة الخلابة يتجه إليها عشاقها من جميع أنحاء العالم وأجبرت العديد منهم على ترك بلادهم من دول العالم الأول ليقيموا فيها.
موقعها الممتاز لم يكف أن تلتفت أنظار المسئولين الى القرية لسنوات طويلة ظلت قرية ريفية بسيطة ينتشر بها الفقر والمستوى المتدني للتعليم إلى أن جاءت إليها في زيارة السويسرية أيفيلين بوريه ومن هذا الوقت قدر لتونس أن تتحول الى أعظم قرية مصرية وقبلة عالمية للفن
السيدة إيفلين السويسرية أثناء عملية صناعة الخزف.
الأعمال الخزفية بعد تصنيعها وعرضها للبيع داخل القرية
ففى منزل يغلب عليه الطابع الفني وأساسه الطابع الريفي البسيط يحيط به سور من الحجر والطوب اللبن يتوسط مناظر طبيعية خلابة من الأشجار والنجيل يطل على بحيرة قارون، تعيش إيفلين بوريه السويسرية الأصل والتي أكملت الرابعة والسبعون من عمرها، قضت منهم 48 عاما فلاحة مصرية في بيتها الريفي بقرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، عشقت مصر فتركت بلدها سويسرا أكثر بلاد العالم تحضرا وجاءت إلى أقصى ريف مصر لتعيش فلاحة مصرية ترتدى ملابسها وتسير حافية القدمين وتأكل الطعام الريفي وتشرب من مياه الطلمبة وتنير منزلها بلمبة الجاز، وتشبع هواياتها في صناعة الفخار والخزف، حيث أقامت ورشة في جزء من منزلها لتعليم الأطفال صناعة الفخار
شاليه التلال بقرية تونس
أم أنجلو كما تحب أن يناديها أهالي قرية تونس خريجة فنون تطبيقية جاءت إلى مصر في أوائل الستينيات مع والدها حيث كان عمله، عشقت الحياة بها فقررت قضاء بقية عمرها بإحدى قراها منذ عام 1965.
عندما حضرت إلى هذه القرية بصحبة زوجها في ذلك الوقت الشاعر الغنائي سيد حجاب وأعجبها المكان، والذى تؤكد أنه قد سحرها وقررت الإقامة فيه طيلة حياتها بل أنها كما تذكر تتمنى أن تدفن في حديقة المنزل بعد وفاتها ولا تفكر في العودة لبلدها الأصلي سويسرا إلا للزيارات فقط .
عاشت إيفلين كما تقول بين فلاحات القرية كواحدة منهن ولمدة 10 سنوات حتى عام 1975 بدون كهرباء أو مياه واستخدمت لمبة الجاز في إضاءة منزلها وشربت من مياه الطلمبة وعاشت سنين طويلة بدون تلفاز ولم تشتريه إلا بعد إلحاح ولديها أنجلو وماريه من زوجها الحالي الفرنسي الجنسية ميشيل باستورى.
مثل كل الفلاحين تستيقظ مبكرا بل أن ولدها كما تقول الأكبر أنجلو لم يدخل المدرسة وانتظم بعد ذلك فى فصول محو الامية يتعلم اللغة العربية، وتكره من يتحدث أمامها بالإنجليزية أو الفرنسية.
وتشير إلى أنها مثل معظم الفلاحين أصيبت وأولادها بالبلهارسيا وتم علاجهم منها وتقضى أغلب ليلها فى القراءة وتعشق الاستماع إلى أغاني فيروز.
إيفلين كان لها تأثير واضح في المجتمع الريفي وقد أقامت داخل منزلها ورشة لصناعة الفخار والخزف يتعلم فيها أبناء القرية هذه الحرفة، ولم تبخل بشيء وساعدت كثير في إقامة ورش مستقلة لهذه الصناعة
.
يقول ا/ إسماعيل جمعة أحد أصحاب الشاليهات الفخمة بقرية تونس، وصاحب شالية “التلال” القرية بسيطة جدًا البيوت الأساسية للسكان المحليين مبنية بالطوب وفي الطريق لها من عند البحيرة فيلات وأماكن خاصة مبدعة وفارهة لأعلام كثيرة في المجتمع منهم الفنانين والسياسيين، وفيها ألسنة كثيرة كانوا يسمونها قديماً قرن محمد أو قرن أحمد على حسب مالك الأرض في الحتة دي، وبعدين بقى اسمها قرون وبالزمن بقى قارون، وشلالات وادي الريان اللي في قلب الصحراء، وأنشطة مختلفة وممتعة .
وأضاف ا/ إسماعيل جمعة إننا جميعا من تلامذة السيدة إيفلين التي عمرت وأهلها من عائلات القرية التي أبرزها عائلة “منصور الشاعت” وحولوا شبابها إلى مبدعين وفنانين منذ ما يقارب 20 عاماً ، بل وأنشأت إيفلين مدرسة بمنزلها لتعليم صناعة الخزف والفخار مما أتاحت كثير من الفرص لفتح مصانع عدة لكثير من أبناء القرية وايصال الصناعة للعالمية. متعمدة خلال تقربها منا غرس القيم ومبادئ الحب والتراحم بيننا والاعتماد على أنفسنا وذلك من خلال النقاش معنا طول الوقت. كما ساعدتنا في اقامة معارض عالمية بالعديد من الدول أخرها المعرض الكبير منذ أكتوبر 2018م جاذباً الزوار من مختلف الأقطار العربية والأجنبية، فاتحاً أبواب السرور والفرح في قلوب أهل القرية واولهم أطفالها لما تم عرضه من مسرح وألعاب ومسابقات..
قرية النزلة الأرض التي عشقها الزمان
“دعاء الكروان” الفيلم المميز الذى لا يمكن لأى مشاهد مصرى أن ينساه، ومن أهم ما يميز الفيلم موقع التصوير الرائع الذى وقعت فيه الأحداث، وهو “وادى النزلة” بالفيوم، الذى يقع بقرية النزلة بمركز يوسف الصديق على بعد 40 كيلو مترًا من محافظة الفيوم.
.
وصناعة الفخار بالقرية، تعود إلى مئات السنين، حيث توارثها أبناء القرية عن أجدادهم إلا أن الصناعة تكاد تنقرض نظرًا لأن العاملين فيها بالقرية الآن لا يتخطون الـ4 أسر في منطقة “الربع”، ويتم التصنيع من خلال أفران حارقة أقيمت على حافة الوادي.
وتصنع أشكال فخارية متعدد، مثل “الأزيار والقلل والتنور، والزلعة والأباجورات”، وتعتمد صناعة الفخار على الطمى الناتج عن تجريف الأراضي، ويستخدمون فيها قش الأرز ونشارة الخشب، بالإضافة إلى ماكينات الخرط اليدوية.

وادي الريان

منطقة وادي حيتان

سواقي الهدير


منطقة جبل المدورة

منطقة جبل المشجيجة

















